أثار غياب الأندية الفرنسية عن المربع الأخير لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم حيرة وتساؤلات السلطات العمومية الفرنسية، حيث دقت دوائر حكومية لأول مرة ناقوس الخطر.
فقد كلف وزير الرياضة برنار لابورت سكرتير الدولة المكلف بالدراسات المستقبلية إريك بيسون بإعداد تقرير مفصل حول "تنافسية الكرة الفرنسية" على الصعيد الأوروبي.
وطلب لابورت الذي شغل لسنوات عديدة منصب مدرب منتخب فرنسا للروغبي دراسة دقيقة في هذا الشأن، مشدداً على ضرورة تشخيص العوامل التي تحول دون لعب الأندية الفرنسية الأدوار الأولى في منافسات الأندية منذ أكثر من عشرية.
وينتظر أن يسلم التقرير شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم، وفي انتظار ذلك شرع سكرتير الدولة المكلف بالدراسات المستقبلية في حكومة فرانسوا فيون في سلسلة من الزيارات الميدانية عبر القارة الأوروبية.
ودشن الوزير برنامج زياراته بالذهاب إلى إنكلترا مسرح أرقى وأغلى دوري كروي في العالم، حيث يقيم عدد كبير من المدربين الفرنسيين وأسماء من منتخب "الديوك الفرنسي". كما التقى بعدد من الشخصيات والمسيرين الذين يصنعون على مدار السنة الحدث الكروي في ما وراء بحر المانش.
وجاء قرار وزير الرياضة الفرنسي بإعداد تقرير حول "تنافسية الكرة الفرنسية" في غضون إقصاء بطل فرنسا نادي ليون الفرنسي من الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، وهو الإقصاء الذي أوصل الرأي العام الفرنسي إلى حد القناعة أن النخبة الكروية الفرنسية لا تستطيع منافسة ممثلي المنافسات الأوروبية الكبرى في طليعتها كتائب الدوري الإنكليزي الممتاز و"الليغا" الإسباني و"الكالتشيو" الإيطالي.
وبغض النظر عن المستوى الفني، تعتبر دوائر كروية عديدة في فرنسا أن غياب أندية دوري "الليغ 1" عن المربع الأخير من دوري أبطال أوروبا وكأس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم يعود إلى أسباب مالية وتنظيمية.
وتضيف ذات الأوساط أن الرواتب المتواضعة – مقارنة بالرواتب المعمول بها في إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا – وثقل الضرائب وانعدام الملاعب العصرية ومستوى التمويل المتواضع تعيق الأندية الفرنسية وتأخرها عن كتائب "الليغا" و"الكالتشيو" والدوري الإنكليزي الممتاز و" البندنسليغا" الألماني، الأمر الذي يشجع خيرة الأسماء الفرنسية إلى الرحيل باتجاه هذه البلدان بحثاً عن رواج كروي أكيد وأرباح مستحيلة في فرنسا.